-->

الجنس اللغوي في العربية والإندونيسية: دراسة تحليلية تقابلية

إن الدراسات اللغوية التقابلية على جانب غير يسير من الأهمية في فروع علم اللغة التطبيقي . فيها يقف الطالب والمعلم على نواحي الاختلاف والتشابه بين اللغتين المستخدمتين في العملية التعليمية : أعني اللغة الأم واللغة الهدف . وبمعرفة هذه النواحي يتمكن المعلم من أن يأخذ بيد الطالب نحو الطريق الصحيح في تعلم اللغة ، ويجنبه مواضع الخطأ التي تنتج عادة من اختلاف أنماط التعبير بين اللغتين .
فالمقارنة اللغوية موضوع قديم، وقد ازدهر في القرن الماضي فقه اللغة المقارن Comparative philology ، و استمر في هذا القرن علم اللغة المقارن Comparative Linguistics لكن هدفه مختلف عما نحن بصدده اختلافا بينا ؛ إذ يختص علم اللغة المقارن بمقارنة لغتين أو أكثر من عائلة لغوية واحدة كأن نقارن مثلا بين العربية و الحبشية و العبرية ، وقد كان فقه اللغة المقارن منهمكا في مقارنة " التغيرات" التي طرأت على لغات من عائلة لغوية واحدة أو عائلات لغوية مختلفة بهدف تيسير المشكلات " العملية " التي تنشأ عند التقاء هذه اللغات كالترجمة و تعليم اللغات الأجنبية ، ويفضل علم اللغة التطبيقي مصطلح التحليل التقابلي بدلا من علم اللغة التقابلي؛ إذ المقصود هنا تحليل لغوي يجري على اللغة التي هي موضوع التعليم و اللغة الأولى للمتعلم ( الراجحي. 1988: 45).
و التحليل التقابلي لا يقارن لغة بلغة ، وإنما يقارن مستوى بمستوى، أو نظاما بنظام ، أو فصيلة بفصيلة ، فالتقابل الصوتي مهم جدا في تعليم اللغة ، و كذلك التقابل الصرفي ، والنحوي ، والمعجمي . من حيث أوجه التشابه وأوجه الاختلاف بين اللغة الأم واللغة المنشودة ،وتتعامل مع أوجه الاختلاف على أنها مؤشرات لتوعية الصعوبات التي يواجهها المتعلم للغة الثانية من إجراء تداخل اللغة الأم. و التحليل التقابلي إذن يختص بالبحث في أوجه " التشابه" و " الاختلاف" بين اللغة الأولى للمتعلم و اللغة الأجنبية التي يتعلمها (الراجحي، 1990: 46)
وموضوع الجنس اللغوي في اللغة العربية، وهو ما سأعرض له في هذا البحث الموجز مقابلا بالجنس اللغوي النظام في اللغة الإندونيسية ، موضوع يجد فيه من الطلاب الإندونيسيين صعوبة لا تنكر عند الكتابة بالعربية و انتاج الجمل .

التعريف
إن من إنتاج علم اللغة التقابلي الدراسات التقابلية. فعلم اللغة التقابل ( Contrastive Linguistics ) هو المقارنة بين لغتين ليستا مشتركتين في أرومة واحدة كالمقابلة بين الفرنسية والعبرية مثلا ، أو بين الإنجليزية والإندونيسية مثلا آخر . أما إذا كانت المقارنة بين لغتين من أرومة واحدة كالعربية والعبرية مثلا – وهما من الأصل السامي – فهذا يدخل في مجال علم اللغة المقارن Comparative Linguistics . وكلاهما – علم اللغة المقارن وعلم اللغة التقابلي - فرع من علم اللغة التطبيقي Applied Linguistics ؛ إذ يشمل إلى جانب هذين العلمين علم اللغة الاجتماعي Sociolinguistics وعلم اللغة النفسي Psycholinguistics وعلم اللغة النفسي Psycholinguistics وعلم المعاجم Lexicography وعلم اللغة الآلي Coputioral Linguistics ( ياقوت 1983 : 7 ) .
وأما المراد بالدراسة التقابلية هي إجراء عملي للمقارنة بين أنظمة لغتين أو أكثر لحصر أوجه التشابه و أوجه الاختلاف بينهما . ويعتمد ذلك على تحليل لكل من النظامين موضع المقارنة يقوم على أساس من المنهج الوصفي لا التاريخي ( البشير. 1988 : 66 ) .
التحليل التقابلي عند كوه بوه بون ( Koh Boh Boon 1989: 81 ) يقول :
“Contrastive analysis merupakan suatu kaedah yang digunakan untuk membandingkan dua bahasa dari segi fonologi, morfologi dan tata bahasa secara sintifik”

بمعنى:
" التحليل التقابلي هو القاعدة التي تستعمل لمقارنة بين اللغتين من
ناحية الصوتية ، و قواعد الصرفية".
و يقول فيئترو (Pietro) كما ذكر كوه بوه بون ( 1989: 81 )في كتابه Perspktif Dalam Pengajaran Bahasa Malysia عن التحليل التقابلي:
“ … as the method where by the differences between two languages are
made explicit”
بمعنى:
" …كالطريقة التي تميز لغتين ضمنيا "
ثم يضاف سمسوري ( 1987: 71 Samsuri,) يقول:
" secara saintifik mengadakan study perbandingan antara dua bahasa
yang tidak serumpun ".
بمعنى:
" عملية المقارنة بين لغتين ليستا من أرومة واحدة ".
يهدف التحليل التقابلي بعد حصر أوجه التشابه و التخالف بين لغتين إلى التنبؤ بما سوف يسبب مشكلة بالنسبة للطالب سواء كان ذلك في الفهم أو في الأداء . فيبنى دراسته على الموازنة أو المقابلة بين لغتين ليستا من أسرة واحدة، ويبحث فيها جوانب التشابه و الاختلاف بين نظامين لغويين؛ اللغة الأولى هي اللغة الأم و اللغة الثانية هي اللغة الهدف أو اللغة المنشودة التي يتعلمها الطلاب بهدف التنبؤ بالصعوبات عند تعلمهم اللغة الأجنبية . وواجب المعلم أن يستفيد من نتائجه في تأليف الكتب و المواد التعليمية المناسبة و إعداد الاختبارات اللغوية ووضع التدريبات اللازمة لعلاج المشكلات خاصة ما كانت بتأثير اللغة الأم في اللغة الهدف. وفي ذلك يقول شارلس فريس ( Charles Fries ) إن مواد تعليم اللغة الأجنبية ذات الأثر الفعال ، هي التي يعدها مؤلفها في ضوء مقارنة علمية يتم فيها وصف اللغتين الأم والهدف ( البشير. 1988: 66)

قضـية الجنـس اللغـوي
ويعد الجنس من الفضائل النحوية المهمة التي تبرز في أكثر اللغات منذ أقدم العصور. فاستعمال علامات دالة على أن هذا الاسم متميز من ذلك من حيث الجنس .
الجنس اللغوي هو الجنس في اللغة . ويطلق في اللغة الإندونيسية بـ" Jenis kata " و في اللغة الإنجليزية بـ " gender " . ونقصد بالجنس اللغوي هنا هو التذكير والتأنيث في الدراسة النحوية،كما قال الدكتور محمد علي الخولي في معجمه" علم اللغة النظري " الجنس هو وضع الاسم من حيث التذكير أو التأنيث أو الجمع بينهما " (الخولي. 1982: 103)
و تقع دراسة الجنس اللغوي في صلب الدراسة النحوية وقد أشار أستاذنا الدكتور عبده الراجحي إلى هذه القضية بقوله: "دراسة التذكير و التأنيث تقع في صلب الدراسة النحوية ، وهي تندرج تحت ما يسمى بالفصائل أو الأقسام النحوية. وهذه الدراسة مهمة في النحو، إذ يتوقف عليها أشياء كثيرة في تركيب الجملة (الراجحي. 1988: 126).
و يختلف جنس الاسم من لغة إلى أخرى، فبعض اللغات فيها جنسان فقط هما المذكر و المؤنث. مثل اللغة العربية. وبعض اللغات فيها ثلاثة أجناس هي المذكر والمؤنث و المحايد ( neuter ) أي ليس بالمذكر ولا بالمؤنث، مثل اللغة الإنجليزية. وفي بعض اللغات، يؤثر جنس الاسم في الفعل و النعت و الضمير (الخولي. 1982: 103)



التذكير و التأنيث في العربية:
التذكير في العربية:
الاسم المذكر هو ما دل على الذكور من الناس و الحيوانات . مثل : أب – رجل – أسد . أما أسماء الأشياء التي لا حياة لها فقد جعل بعضها بالاتفاق مذكرا مثل: قمر – سيف – قلم – كتاب – باب . ( نعمة ، 1977: 14) الاسم المذكر ما يصح أن تشير إليه بقولك " هذا " كرجل و حصان و قمر و كتاب ( الغلاييني ، 1973:98) المذكر ليس فيه علامة التأنيث لا لفظا و لا تقديرا. و لكونه مذكرا، فإنه لا يحتاج إلى علامة تزاد على صيغته لتدل على تذكيرها (حسن، 1980: 585. بل يعرف بالمعنى و مضمون الكلام و عود الضمير عليه/ و الإشارة إليه، و الصلة وله شطر كبير من الأسماء في العربية .
الاسم المذكر قسمان: حقيقي و مجازي. فالحقيقي وهو ما يدل على ذكر من الناس أو الحيوان: كرجل و صبي و أسد و جمل. و المجازي و هو ما يعامل معاملة الذكر من الناس أو الحيوان وليس منها ، كبدر وليل وباب (الغلاييني. 1973: 98)
و يرى بعض نحاة العرب أن التذكير هو الأصل في العربية ثم يتفرع التأنيث منه . وقد ذكر ذلك سيبويه ( 1191/3: 241 ) وتبعه النحاة من بعده .

التأنيث في العربية:
المؤنث عند النحاة هو ما دل على الإناث من الناس والحيوانات مثل: أم – امرأة – أفغى . أما أسماء الأشياء التي لا حياة لها فقد جعل بعضها بالاتفاق مؤنثا ، مثل: صورة – كرة – صحراء – دار . ( نعمة ، 1977: 14) و المؤنث ما يصح أن تشير إليه بقولك: "هذه" كامرأة و ناقة و شمس و دار (الغلاييني ، 1973: 98) وهو اسم فيه علامة التأنيث لفظية ظاهرة؛ أو مقدرة ، تزاد على صيغته ، لتدل على تأنيثها ، و تأنيث صاحبها ( حسن. 1980: 585)

علامات التأنيث في العربية:
للتأنيث في العربية كما ذكر النحاة يحتاج إلى علامة لفظية ظاهرة؛ أو مقدرة . فالعلامة الظاهرة في الأسماء المعربة هي: تاء التأنيث – ألف التأنيث المقصورة – ألف التأنيث الممدودة .
مثل: عزيزة – ليلى – لحياء . أما العلامة المقدرة وهي تاء التأنيث الملحوظة طبقا للسماع الوارد عن العرب في مثل: أرض – أذن – عين – قدم –كتف. ظهور هذه التاء في أغلب كلام العرب عند التصغير؛ إذ يقال: أُرَيْضَة، أُذَيْنَة، عُيَيْنَة، قُدَيْمَة، كتَيْفَة ( حسن. 1980: 586 )
تاء التأنيث و هي التي تسمى بالتاء المربوطة هي أكثر علامات التأنيث استعمالا. وهي:
( أ ) إما موجودة أصلا في بعض الأسماء المؤنثة بطبيعة تركيبها. مثل: فاطمة - منضدة – حديقة – دولة .
( ب ) أو زاد على الصفات لتميز المؤنث من المذكر . مثل:
مسلم : مسلمة
قائم : قائمة
جميل : جميلة
معلم : معلمة
وهناك صفات لا تلحقها هذه التاء وهي :
- ما كان على وزن فعُول بمعنى فاعل ، مثل:
رجل صبور و امرأة صبور
رجل شكور و امرأة شكور

أقسام المؤنث في العربية
وقد قسم النحاة المؤنث إلى أربعة أقسام، و هي ( الغلاييني . 1973: 98 )
أ – المؤنث اللفظي .
ب – المؤنث المعنوي .
ج – المؤنث الحقيقي .
د – المؤنث المجازي .
و يهمنا منه النوعان الأساسيان، وهما المؤنث الحقيقي، و المؤنث المجازي، أما سواهما فمتفرع منهما.
أ – المؤنث اللفظي:
هو ما لحقته علامة التأنيث ، سواء أدل على مؤنث كفاطمة و خديجة ، أم على مذكر: كطلحة و حمزة و زكرياء و بُهْمَة (الشجاع).
ب – المؤنث المعنوي:
هو ما كان علما لمؤنث وليس فيه علامة، كمريم وهند وزينب.
ج – المؤنث الحقيقي:
وهو الذي يلد، ويتناسل، ولو كان تناسله من طريق البيض و التفريخ؛مثل: هند –
عصفورة (حسن 1980: 587)
د – المؤنث المجازي:
وهو الذي لا يلد ولا يتناسل؛ سواء كان لفظه مختوما بعلامة تأنيث ظاهرة؛ مثل ورقة؛ وسفينة أم مقدرة؛ مثل: دار وشمس. ولا سبيل لمعرفة المؤنث إلا من طريق السماع الوارد عن العرب (حسن. 1980: 587).
و من الأسماء ما يذكر ويؤنث: كالدلو و السكين و الطريق و السوق و اللسان و الذراع و السلاح و العنق و الخمر و غيرها . ومنها ما يكون للمذكر و المؤنث، و فيه علامة التأنيث: كالسخلة و الحية و الشاة و الربعة ( الغلاييني . 1973: 98 ).

مراعاة التذكير و التأنيث في العربية
هناك مواقع متعددة تجب فيها مراعاة التذكير و التأنيث في العربية، نذكر منها:
ا- في المبتدأ و الخبر:
يجب توافق الخبر مبتدأ في العربية من ناحية الجنس، بشرط أن يكون الخبر مشتقا لا يستوي فيه التذكير و التأنيث، و أن يكون جاريا على مبتدئه، (حسن.1979. 1: 457 ) وذلك نحو:
الطالب حاضر / الطالبان حاضران / الطلاب حاضرون
الطالبة حاضرة / الطالبتان حاضرتان / الطالبات حاضرات
ولا يجب التوافق في مثل: زينب إنسان، لعدم اشتقاق الخبر (إنسان)، ولا في نحو: هذا جريح، وذلك لأن الخبر (جريح) وصف يستوي فيه المذكر و المؤنث. وكذلك لا يجب التوافق في مثل: هند كريم أبوها، لأن الخبر جار على غير مبتدئه.
ب – في الفعل و الفاعل:
التطابق بين الفعل و الفاعل في المؤنث و المذكر ملحوظ في العربية. يؤنث الفعل في العربية مع فاعله مفردا، أو مثنى، أو مجموعا بإلحاق التاء الساكنة في آخر ماضيه،و إدخال التاء المتحركة على أول مضارعه، نحو:
قرأتْ الطالبة / قرأتْ الطالبتان / قرأتْ الطالبات. (الماضي)
تقرأ الطالبة / تقرأ الطالبتان / تقرأ الطالبات. ( المضارع)
التذكير و التأنيث في الإندونيسية
اللغة الإندونيسية تنتمي إلى مجموعة ملايو بولينيزيا ( Melayu Polenesia )أو مجموعة أسترونيسيا ( Astronesia ) ( Muin, 2004:110 ) و من خصائص هذه الأسرة اللغوية، أنها لا تفرق بين المذكر و المؤنث في الاسم . فالإندونيسية لا تعرف اختلاف الجنس أو النوع في الاسم، ولا توجد علامات خاصة متصلة بالألفاظ تدل على المذكر و المؤنث في الإندونيسية.
و إذا أردنا أن نحدد نوع المذكر و المؤنث للأسماء ، فعلينا أن نضيف بعد الاسم كلمة ( laki-laki ) "ذكر" للعاقل، وكلمة ( Jantan ) " ذكر " لغير العاقل، إذا قصدنا بذلك مذكرا . و نضيف كلمة ( Perempuan ) " أنثى " للعاقلة، وكلمة ( betina ) " أنثى " لغير العاقل، إذا قصدنا بذلك المؤنث . و الأمثلة التالية توضح ذلك:

( ا ) الأمثلة للعاقل:

المذكر بالعربية المؤنث بالعربية
Anak laki-laki ولد Anak perempuan بنت
Dokter laki-laki طبيب Dokter perempuan طبيبة
Guru laki-laki مدرِّس Guru perempuan مدرِّسة

فكلمة ( laki-laki ) أضيف بعد الاسم للدلالة على المذكر العاقل، و كلمة ( Perempuan ) لدلالة على المؤنثة العاقلة.

( ب ) الأمثلة لغير العاقل:
المذكر بالعربية المؤنث بالعربية
Kucing jantan قط Kucing betina قطة
Kambing jantan غنم Kambing betina شاة
Sapi Jantan ثورة Sapi betina بقرة

فكلمة Jantan أضيفت بعد الاسم للدلالة على الذكر غير العاقل، و كلمة betina للدلالة على المؤنثة غير العاقلة.
هناك بعض الألفاظ الإندونيسية تستعمل للعاقل للدلالة على المذكر أو المؤنث بنفسها، ولا تحتاج إلى إضافة كلمة lelaki و كلمة perempuaan وهذه الكلمات:
أولا – إما إندونيسية الأصل:

الكلمات الإندونيسية معناها بالعربية
ayah والد
ibu والدة
suami زوج
istri زوجة
paman عم
bibi عمة

ثانيا: إما ألفاظ مقترضة من الألفاظ العربية.
و قد أخذ الإندونيسيون عن العربية نظام التذكير و التأنيث في بعض ألفاظ الإندونيسية الواردة في العربية، فلا تحتاج إلى ذكر نوع الجنس ذكرا أو أنثى، بل يفهم مدلولها الجنسي من الرمز العربي نفسه، وهو تاء التأنيث في آخر الاسم المؤنث. ومن أمثلة ذلك:

الكلمات الإندونيسية معناها بالعربية
muslim مسلم
muslimah مسلمة
Mu’min مؤمن
Mu’minah مؤمنة
ustadz أستاذ
ustadzah أستاذة
haji حاج
hajjah حاجة

( ج ) مواطن التشابه و الاختلاف بين اللغتين في الجنس اللغوي:

أ – مواطن التشابه:
1 – توجد فكرة التذكير و التأنيث في اللغتين مع الاختلاف كيفية أداء هذه الفكرة .
2 – توجد في اللغتين ألفاظ تدل بنفسها على المذكر و المؤنث.

ب – مواطن الاختلاف
العربية الإندونيسية
تفرق العربية بين المذكر والمؤنث في الأفعال و الأسماء لا تعرف فكرة التمييز بينهما.
و للمؤنث في العربية علامات خاصة متصلة بالكلمات، وهي إما ظاهرة، وهي: التاء، والألف المقصورة، والألف الممدودة، وإما مقدرة. ولكون المذكر هو الأصل فلا يحتاج إلى علامات خاصة له. ليست لها علامات خاصة متصلة بالكلمات للدلالة على المذكر و المؤنث.
هناك مواقع تجب فيها التطابق في الجنس في العربية فلا تطابق في ذلك من ناحية الجنس.
تفرق العربية بين المذكر والمؤنث للعاقل
وغير العاقل بعلامات التأنيث. وهي تاء التأنيث في كلمة " طبيبة "للعاقلة، و كلمة " قطة " لغير العاقلة . تفرق الإندونيسية بين المذكر والمؤنث للعاقل وغير العاقل، وذلك بإضافة كلمة lelaki للعاقل، وكلمة perempun للعاقلة، وكلمة jantan لغير العاقل، وكلمة betina لغير العاقلة.

الخاتمة
وبعد أن تحدثنا عن التحليل التقابلي في اللغة العربية و الإندونيسية مع مستوى الجنس اللغوي والمسائل المتعلقة بهما، وصلنا إلى نهاية المطاف فنقول إن علم اللغة التقابلي يهتم بمقابلة لغتين ليستا من أسرة لغوية واحدة، يبحث فيها مواطن التشابه و الاختلاف بين نظامين لغويين.
وهذا البحث إنما هو محاولة في تقديم بعض الإسهام في تذليل بعض الصعوبات النحوية التي يواجهها الدارس أثناء تعلمه العربية و خطوة أولى للإسهام في ميدان تعليم لغة القرآن الكريم لأبناء الإندونيسيين .
وكانت عملية المقارنة بين اللغتين نحوية وصوتية وصرفية من القضايا الهامة في سبيل تيسير و تطوير تعليم العربية لأبناء الإندونيسيين كإعداد و تصميم وحدات دراسية و كتب مدرسية لتعليم العربية لناطقي الإندونيسية مستمدة من الدراسات التقابلية مع مراعاة مواطن التشابه و الاختلاف بين اللغتين العربية و الإندونيسية.
و أخيرا أسال الله تعالى التوفيق و الهداية لخدمة لغة القرآن ، وما توفيقي إلا بالله و عليه توكلت و إليه أنيب . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين . و الحمد لله رب العالمين .

المراجع
اللغة العربية:

إسماعيل، محمود محمد زين 1994.النظام النحوي في اللغة العربية والماليزية(رسالة
الدكتوراه). ماليزية: الجامعة الإسلامية العالمية.

البشير، أحمد بن عبد الله. 1988. التحليل التقابلي بين النظرية و التطبيق.
مجلة الموجه.جاكرتا: معهد العلوم الإسلامية و العربية بإندونيسيا.

حسن، عباس. 1980.النحو الوافي. الجزء 1-4.الطبعة الخامسة.
القاهرة: دارالمعارف.

الحملاوي، أحمد. 1965. شذ العرف في فن الصرف. القاهرة:
مصطفى البابي الحلبي و أولاده.
الخولي، محمد علي.1982. معجم علم اللغة النظري. لبنان: مكتبة لبنان.

الراجحي، عبده. 1990 . علم اللغة التطبيقي و تعليم العربية. الرياض:
معهد تعليم اللغة العربية.

____. 1988. دروس في المذاهب النحوية. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.

سيبويه، أبي بِشر عَمرو بن عثمان بن قَنبر. 1191. كتاب سيبويه.الجزء الثالث.القاهرة:
مكتبة الخانجي.

طعيمة، رشدي أحمد. 1985. دليل عمل في إعداد المواد التعليمية
لبرامج تعليم العربية. مكة المكرمة: معهد اللغة العربية بجامعة أم
القرى.

عمر، أبي بشر وبن عثمان بن قنبر. د.ت. كتاب سيبويه. الجزء 3.
القاهرة: مكتبة الخانجي.

الغلاييني، مصطفى. 1973. جامع الدروس العربية. الجزء 1-3 .
بيروت: المكتبة العصرية.

نعمة، فؤاد.1977. ملخص قواعد اللغة العربية. القاهرة: دار النشر للجامعات المصرية.

ياقوت، محمد سليمان. د. ت. في علم اللغة التقابلي، دراسة تطبيقية.
اسكندرية: دار المعرفة الجامعية.

اللغة الإندونيسية:

Muin, Abdul. 2004. Analisis Kontrastif Bahasa Arab & Bahasa Indonesia
(Telaah Terhadap Fonetik dan Marfologi).Jakarta: Pustaka Al Husna Baru.

Koh Boh Boon.1989. Perspektif-Perspektif dalam Pengajaran Bahasa Malaysia.
Malaysiaa: Dewan Bahasa Dan Pustaka Kementerian Pendidikaan Malaysia.

0 Response to "الجنس اللغوي في العربية والإندونيسية: دراسة تحليلية تقابلية"

Post a Comment

Silahkan Berkomentar Sesuai Dengan Topik Pembahasan
Komentar Yang Mengandung Link Aktif Kami Anggap Sebagai Spam..!!

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1




Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel